أفاد ممثل جبهة البوليساريو لدى سويسرا والأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف, أبي بشراي البشير, بأن استهداف الاحتلال المغربي للمدنيين بالصحراء الغربية عن طريق الطائرات المسيرة (درون) سيكون على طاولة مجلس حقوق الإنسان في مناسبتين, خلال دورته المقبلة ال56 التي تنطلق يوم 17 يونيو.
و أكد الدبلوماسي الصحراوي في تصريح ل”وأج” أن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين العزل في المناطق المحررة من الصحراء الغربية, باستخدام الطائرات المسيرة “تعتبر جرائم ضد الإنسانية وفق القانون الإنساني الدولي وسياق الاحتلال العسكري للصحراء الغربية”.
وأضاف أبي بشراي: “هذا الاستهداف الإجرامي الممنهج يشكل انشغالا كبيرا بالنسبة للمنظمات الحقوقية الدولية, وسوف يكون جزء مهما في التقرير السنوي حول انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية, الذي سيتم تقديمه خلال مناسبتين في الدورة ال56 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة, شهر يونيو الجاري و شهر يوليو المقبل, حيث يتم إحصاء الضحايا المدنيين وتأثير هذا السلاح على وسائل الإنتاج الرعوي والتنمية في المنطقة”.
من جهته, أكد مسؤول العمليات في المكتب الصحراوي لتنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام (سماكو), غيثي النح, أن الجيش المغربي يستهدف بطريقة بشعة وعشوائية, المدنيين الصحراوين بالطائرات المسيرة, رغم أنهم لا يشكلون أي خطر على قواته المتمركزة في الجدار الرملي الفاصل.
ونبه الحقوقي الصحراوي إلى أن الاحتلال المغربي يعتمد على أجهزة وتكنولوجيا جديدة تقع ضمن الطائرات المسيرة, التي تقصف المدنيين الصحراويين ليلا ونهارا, ما تسبب في مقتل العشرات من المواطنين وترويع ما يقارب 40 ألف مدني صحراوي, اضطروا إلى إخلاء المناطق التي يعيشون بها, مشيرا إلى أن آخر قصف ب”الدرون” كان نهاية شهر مايو الماضي بالأراضي المحررة, استهدف سيارة لمدنيين موريتانيين.
كما نبه إلى أن ما يزيد من خطر هذا النوع من الطائرات, هو اتفاقيات الشراكة العسكرية بين المخزن والكيان الصهيوني, خاصة بعد إنشاء مصنع صهيوني لإنتاج “درون” بالمغرب, ما يهدد أمن المنطقة برمتها.
وفي شهر فبراير 2023, أكد “سماكو” في تقرير له أن الاحتلال المغربي صعد من جرائمه ضد المدنيين الصحراويين باستخدام الطائرات المسيرة, مخلفا العشرات من القتلى في أكثر من 60 هجوما, استخدمت فيه ذخائر غير تقليدية.
و أكد التقرير المفصل أن “هجمات هذه الطائرات وقعت على بعد عشرات الكيلومترات من الجدار الرملي الفاصل, في مناطق لا ينشط فيها الجيش الصحراوي, أي أن هؤلاء المدنيين لا يشكلون أي تهديد للجيش المغربي, ولا يتواجدون بالقرب من الاشتباكات العسكرية”.
و إلى جانب الخسائر في الأرواح , سجل التقرير خسائر مادية معتبرة, حيث تم تدمير أكثر من 50 سيارة وعربة بمواصفات مختلفة, وكذا الصهاريج لتوفير مياه الشرب للعائلات والمجمعات السكنية والبدو, ناهيك عن النزوح الجماعي للسكان الأصليين.